رسالة للكاتب الصاعد

Share on facebook
Share on twitter

زينب علي البحراني

 

هل بقي أشخاصٌ يحلمون أن يُصبحوا كُتّابًا في هذا العصر الذي لا يرحم الأحلام الرقيقة؟ يبدو أن بعضهم مازالوا يُكافحون سابحين عكس تيار القبح والبلادة والجمود على أمل الوصول إلى جزيرة النجاح في مضمار الإبداع الأدبي، ومنهم من يُحاول الحصول على بعض الزاد من الأدباء الذين يعتبرونهم أكبر منهم، أو أقدم منهم، لكنهم – على الأغلب- لا يتلقون ردًا ولا يصلون إلى نتيجة، لذا اخترتُ أن أكتب رسالتي هذه لهم لعل سطرًا من سطورها يفتح نافذة أو يُضيء مصباحًا قادرًا على إرشادهم نحو مُبتغاهم.

بادئ ذي بدء؛ اعلم يا صديقي الكاتب الصاعد أن “الكتابة الأدبية” شيء، و”النجومية” في عالم الكتابة الأدبية شيء آخر، قد تكتب آلاف المقالات وعشرات الكُتب ولا يكاد يسمع باسمك قارئ، وأنت لا تريد هذا المصير، لأنك لو كُنت تريده لاكتفيت بإخفاء مخطوطاتك بعد كتابتها داخل أدراج مكتبك أو تحت سريرك، وهنا يُمكننا أن نتفق بصراحة وشفافية أن الكتابة وحدها لا تكفي، بل لا بد من انتشار اسم الكاتب كي يسمع عنه الناس ويسعون لقراءة نصوصه المنشورة، وهذا الأمر يخضع لمُنافسة كبيرة في الأوساط الأدبية تجعل النتائج مُعتمدة على صبرك ومثابرتك ومجهودك بدرجةٍ أولى، وانسَ أمر الحصول على دعم أو مساعدة مجانية من الآخرين في المجال ذاته لأنهم سيعتبرون أنفسهم بحاجة إليها وأولى بالحصول عليها منك ومن غيرك.

لا تنتظر مُساعدة من أحد، ساعد نفسك بنفسك، أرسل النصوص التي تكتبها للصفحات الأدبية أو الثقافية في الجرائد والمجلات، أكثرها قد يتجاهلك في البداية لكن استمر وثابر حتى يجد أحد نصوصك طريقه للنشر، عندها سترتفع ثقتك بنفسك أكثر، وستنشر المزيد من المطبوعات ما تكتبه شيئًا فشيئًا.

كُن وجهًا مألوفًا – قدر المستطاع- في التجمعات الأدبية والثقافية المتواجدة في مكان إقامتك، احضر الفعاليات الثقافية، اشترك في النوادي الأدبية، انضم لأي أسرة أدباء أو جمعية أدبية تُصادفها في طريقك وتقبل بانضمامك، إلا في حالة واحدة فقط: إذا شعرت أن الانضمام إلى مكان أو جهة قد يُشكل خطرًا على مستقبلك الإنساني والأدبي أو يشوه سُمعتك بطريقة أو بأخرى، عندها اترك هذا المكان وابحث عن اثنين أو ثلاثة غيره تعويضًا عن تلك الخسارة.

إذا شعرت بالثقة من كون نصوصك قابلة للقراءة؛ اطبع كِتابًا.. إذا تحققت المعجزة وصادفت دار نشر تطبع لقلمك الجديد مجانًا فقد سددت هدفًا جيدًا في مرمى النشر، وإن لم تتحقق لا تبتئس، ادّخر الفلس فوق الفلس وانشر كتابك على حسابك الخاص، لا تصدق أولئك الذين يتشدقون بكونهم “لا يمكن ولا يكون ولا يصير” أن ينشروا على حسابهم الخاص، اختصر الوقت وأخبر البشرية أنك هُنا، لكن الخبر المؤسف أنك لن تتوقع أرباحًا مالية مع إصدارك الأول، إلا إذا كُنت أنت موزع كتابك وبائعه بنفسك. لا تكُن بخيلاً، وقدم بعض نُسخ هذا الإصدار للعاملين في مجال الصحافة الثقافية ولبعض الكُتاب الطيبين الذين يكتبون عن كُتب غيرهم دون أنانية.

ستتلقى النقد والهجوم، ستواجه اللوم وتطعنك الغيبة والنميمة في ظهرك، لكن رغم ذلك استمر، بمرور الوقت ترتفع مناعتك ضد الحاسدين والحاقدين والمضطربين وتغدو مشاعرك أقوى، وستجد نفسك قد تحولت إلى أديب “غير قابل للكسر”، ولا يقبل على نفسه إلا استمرارية التقدم والصعود.

تواصل معي الان